السبت، 31 ديسمبر 2011


يسأل قارئ: ما تأثير السمنة على الإصابة بأمراض القلب؟ يجيب الدكتور ماجد عبد العال، استشارى التغذية والغدد الصماء، قائلا: إن الزيادة فى وزن الجسم تقابلها زيادة مطردة فى تضخم عضلة البطين الأيسر للقلب، وذلك لأن السمنة تؤدى إلى زيادة حجم الدم وزيادة عدد الشعيرات الدموية، وكلاهما يؤدى فى النهاية إلى زيادة عمل البطين الأيسر وتضخمه بعد فترة من الزمن قد تطول إذا كانت السمنة بسيطة أو تقصر إذا كانت السمنة شديدة، كذلك أثبتت بعض الدراسات أن البطين الأيمن يعانى من التضخم فى حالات السمنة الشديدة ويعتبر التضخم الذى يحدث فى عضلات البطينين المرحلة الأولى لمعاناة القلب وينظر إليه كرد فعل للحمل الزائد عليه.

وإذا استمر هذا الحمل الزائد دون علاج السمنة وإنقاص الوزن ضعفت عضلة القلب وقلت كفاءتها مما يؤدى فى النهاية إلى ارتخائها، وهو ما يعرف بهبوط القلب.

ويشكو المريض فى هذه الحالة من صعوبة فى التنفس، خصوصا إذا قام بمجهود بسيط أو أثناء النوم مع ظهور تورم فى الساقين يليه حدوث تضخم بالكبد نتيجة احتقانة مع احتقان أوردة الرقبة واحتقان الدورة الدموية المخية، ويؤدى كل ذلك فى النهاية إلى ظهور أعراض متباينة على المريض، مثل فقد الشهية وعسر الهضم وآلام بمنطقة أعلى البطن وتناقص كمية البول والميل للنوم واختلال الذاكرة والتمييز.


ويجب ألا ينتظر المريض حتى تحدث هذه المشاكل الصحية، بل عليه أن يبادر باتباع نظام غذائى يكفل له إنقاص الوزن وأن يتعاون مع الطبيب المعالج فى هذا الشأن، حيث إن إهمال العلاج تترتب عليه مضاعفات أخرى قد يصعب علاجها.


جدير بالذكر أن هناك فحوصا كثيرة يلجأ إليها الأطباء لتقييم كفاءة القلب، مثل الموجات فوق الصوتية والأبحاث المختلفة، حيث إن الاكتفاء بعمل رسم كهربى لتشخيص تضخم البطين قد لا يفيد نظرا لأن تراكم الدهون فى منطقة الصدر يعطى نتائج غير دقيقة.


وحول العلاج د ماجد يقول: إنه ينبغى علاج السمنة بالإضافة إلى علاج هبوط القلب ويتحتم أن يخضع العلاج لإشراف الطبيب المعالج مع الالتزام الكامل بإرشاداته وعدم استخدام أية أدوية دون استشارته مسبقا ويتم العلاج باستخدام أدوية مدرة للبول عن طريق الفم أو الحقن، بالإضافة إلى بعض الأدوية التى تزيد من انقباض عضلة القلب واستنشاق الأكسجين لفترات متقطعة.


ويشير إلى أن الريجيم القاسى لإنقاص الوزن قد يأتى بنتائج ضارة، حيث إن النقص الحاد فى بعض العناصر الغائية مثل البوتاسيوم يؤثر على عضلة القلب ويؤدى إلى عدم انتظام النبض لذلك يراعى التقليل من كمية السعرات الحرارية فى الغذاء بطريقة تدريجية مع ضرورة احتواء الغذاء على العناصر المهمة التى يحتاجها الجسم وينصح باجراء بعض الفحوصات الدورية للتأكد من سلامة الريجيم المتبع.

0 التعليقات:

المتابعون