الخميس، 24 مارس 2011

د. إكـرام منصـور
** “العجز الجنسي” مشكلة مدمرة للعلاقات الزوجية فهو يساهم بشكل كبير في فتور العلاقة بين الزوجين وغالباً ما يؤدي ذلك الى الانفصال أو الطلاق.. فالمشاكل التي تبدأ في غرفة النوم تنتقل عادة الى باقي المنزل ونواحي الحياة الزوجية الأخرى وحسب أحدث الدراسات تنتقل هذه المشاكل أيضا الى مكان العمل والضغط الناتج عن هذا الأمر لا يؤثر على الأزواج فقط بل أيضاً على زوجاتهن. وهو ما يولد مناخاً من التعاسة في المنزل والحياة بأكملها..

** ويؤكد الدكتور ممدوح وهبه.. استشاري النساء والتوليد أنه: بالفعل لا توجد أحصائيات تحدد نسبة الشباب المصاب “بالعجز الجنسي”.. ولكن الملاحظ أثناء الندوات والمؤتمرات واللقاءات مع الشباب يأتي سؤال عن المنشطات الجنسية فالشباب في العشرينات من العمر والمفروض أن يكون أداؤهم “100%” فلماذا يبحث عن وسيلة لتعزز أداءهم فالقلق النفسي وعدم الثقة بالنفس وسلبيات ما يشاهده الشاب على النت فهو يتأثر بما يراه ويأخذ فكرة خاطئة ليس لها علاقة بالحقيقة عن “الثقافة الجنسية” بجانب العبء النفسي الواقع على الشاب في “ليلة الدخلة” فالموروثات الثقافية تلعب هنا دوراً رئيسياً في محاولة أثبات الذات من ليلة الدخلة أول يوم زواج لأن مفهوم الرجولة منذ القدم أرتبط “بالفحوله الجنسية” ولهذا فان “العجز الجنسي” يشكل هاجساً لدى الرجال وينعكس بشكل سلبي على حياته العائلية والعملية فالشباب يشجع وبعنف “ختان الإناث” ويتصور أنه شيء أساسي يتعلق بهذا الموضوع ولكن كل هذه معتقدات ومفاهيم خاطئة.. وفي دراسة حديثه قام بها الباحثون أثبتت أن التدخين يؤثر على العلاقة الزوجية ويؤدي الى “العجز الجنسي” فيجب الأقلاع عن التدخين كما أن من أهم أسباب العجز الجنسي التوتر والقلق وبعض الأمراض كالسكر وضعف الدورة الدموية كما أن بعض الشباب يعتقد أن سبب “العجز الجنسي” لديهم يرجع الى معتقدات متخلفة كأعمال السحر التي تفرق بين الزوجين “ليلة الدخلة” وكلها موروثات ثقافية خاطئة.. ولمعرفة معلومات صحيحة وسليمة عن الثقافة الجنسية يجب على الشباب الأتصال فوراً بالخط الساخن “25280555″ المجاني الخاص بالمراكز الصديقه للشباب من الساعة العاشرة صباحاً وحتى العاشرة مساء يوميا حتى في أيام العطلات وذلك للإجابة على أي سؤال من أطباء متخصصين والشباب غير ملزمين بأن يذكروا أسماءهم احتراماً لخصوصياتهم.. وبطبيعة الحال من الأفضل أن تكون الايجابات من أطباء متخصصين لضمان صحة وسلامة الإرشادات ومن الخطأ الأعتماد على معلومات الأصدقاء بينهم وبين بعض لأنها بلا شك ستكون معلومات غير مؤكدة وغير مفيده.

** ويشير الدكتور محمد حبيب.. أستاذ الأمراض الجلدية والذكورة بجامعة عين شمس.. أن العجز الجنسي لا يمكن أن يعالج من طرف واحد فيجب على الزوجة مساعدة زوجها لتجاوز هذه المحنة.. والأفضل هو قيام الزوجين بالتحاليل الطبية قبل الزواج تجنباً للمشاكل قبل استفحالها ولكي يكون الزوجان على علم بحقيقة الوضع وهناك حالات قليلة من الشباب المقبلين على الزواج لديهم ذلك الوعي ويذهبون الى الطبيب للقيام بعمل التحاليل الطبية الشاملة قبل الزواج و ليلة الدخلة وهو نموذج جيد فاكتشاف الحالة مبكراً يساعد كثيراً على تجنب آثارها ومن خلال بعض الأرشادات الطبية يمكن للشاب أن يستعيد حالته الطبيعية مرة أخرى ويمارس حياته بشكل سوي ومتوازن لذلك يجب تشجيع الشباب على القيام بالتحاليل قبل الزواج.

** الدكتور عطية محمد الهادي.. استشاري النساء والتوليد والعقم..: ليس لدينا دراسات أو أحصائيات تحدد نسبة الشباب المصاب “بالعجز الجنسي”.. ولكن خلال العشر سنوات الأخيرة تضاءلت نسبة العامل الذكري بين الشباب حديثي الزواج ويرجع ذلك الى أسباب نفسية ووراثية أو التلوث البيئي الناتج عن المواد الكميائية مما يسبب تأثيراً مباشرآً على الحيوانات المنوية ويضعف من قدراتها كما أن أمراض الطفولة كالأصابة بالدرن أو الالتهاب الرئوي يمكن أن تسبب “العجز الجنسي” بالأضافة للضغوط النفسية والعصبية والأعباء المالية وضعف الوعي الصحي كلها عوامل سلبية تساهم في توتر العلاقات الزوجية بين الشباب حديثي الزواج والتي تبدأ احيانا من ليلة الدخلة .

** بينما الدكتور مهني عبدالستار.. أستاذ النساء والتوليد يرى أن بعض الشباب يبالغ عادة في الكلام عن قدرتهم الجنسية مما يجعل غيرهم يعتقدون بأنهم ضعفاء والسبب في ذلك بسيط وهو أنهم لا يعرفون شيء عن هذا الأمر فالبعض يعتقد أن لديه مشكلة بينما هو في حالة جيدة والبعض الآخر طبيعي ولكن لا يمكنهم القيام بالمعاشرة الزوجية ويرجع ذلك الى عدة عوامل منها النفسية ومن أهمها ضغوط الحياة المادية والمشكلات الحياتيه بين الأزواج والقلق والخوف من الفشل والمشاعر الفاتره التي ترتبط “بعملية الجماع” فالتربية الصحيحة لها دور هام قد تزيد من الوعي وتشجع المريض على الذهاب للطبيب أو التكلم عن الموضوع فالتربية الجنسية هي جزء لا يتجزأ من الحياة العامة ولم يعد الحديث بشأنها في حياة الأنسان من المحرمات “فالعجز الجنسي” ليس سوي ظاهرة عارضه لتنبيه الرجل أن هناك خلل يمكن أن يؤثر على علاقته مع شريكة حياته “فالعجز الجنسي” هو مجرد حالة استثنائية لها مبرراتها. فالتوتر النفسي. والقلق. واللجوء الى المنشطات الجنسية التي تؤتي بنتائج عكسية وضاره للشباب الذين في مقتبل حياتهم الزوجية. ومن الأفضل الأستعانة بالإرشادات الطبية السليمة. والبحث عن الأسباب الحقيقية للمشكلة لتفادي آثارها.

** وتعلق الدكتورة إجلال حلمي.. أستاذ علم الإجتماع بجامعة عين شمس قائلة: الجيل الحالي من الشباب هو في الحقيقة جيل ظلمته الظروف دون اراده منهم ومن الصعب مقارنتهم بالأجيال السابقة. فشباب اليوم يواجهون ضغوطات متعددة منها أختلاف أسلوب الحياة سواء في صعوبة فرص العمل أو نوعية الطعام الذي أفتقد الكثير من فوائده بالاضافة الى معالجاته الكيميائية التي غالبا ما تؤثر في الصحة البدنية. وأيضا تعدد منافذ الرياح السامه التي تحاصرهم من كل اتجاه فيتساقطون تحت سطوه الأدمان الذي ينهش قواهم الجسدية وتدني المفاهيم الأخلاقية مما يشتت أذهانهم ويضعف أيمانهم ويصبح مبدأ التجاوزات هو القاعدة لا الأستثناء.. ناهيك عن الأفتقاد للقدوه كل هذه العوامل تؤدي بطبيعة الحال الى أختلال العلاقة الزوجية بين الشباب الذي في مقتبل العمر وتصبح الرابطة بينهم تحكمها فقط المصالح بعيداً عن المشاعر الأنسانية من تعاطف وموده وحب وبالتالي يتحول الأمر الى “عجز جنسي” لا إرادي يؤدي في النهاية الى العديد من المشاكل الزوجية.

** بينما الدكتورة نادية رضوان.. أستاذ علم الإجتماع بجامعة قناة السويس لها رأي أخر.

أثار بعض الجدل في الفترة الأخيرة عن موضوع “العجز الجنسي” لدي الشباب والمشاكل الاجتماعية التي تلحق بالعلاقات الزوجية بسبب تلك الحالات وإذا كان في الأمر بعض الحقيقة فمن المؤكد أن أسبابها ليست غامضة عن الجميع. فالضغوط الأقتصادية بشكل عام تؤثر تأثيراً مباشرآً في القدرات النفسية للشباب وتسقطهم في دوامات البحث عن حلول لتوفير الحد الأدنى من الأمكانيات التي تمنحهم فرصة الحياة الكريمة إذا ما أقبلوا على الزواج وتكوين أسر جديدة كما أن الهجوم الشرس من الانفتاح الثقافي العالمي والذي أقتحم عقول الشباب بمعلومات وصور متدنية دون مراعاة للتقاليد الإجتماعية والموروثات الأخلاقية كانت بمثابة الصدمة القوية التي فاقت قدراتهم وبالتالي اختلت توازناتهم النفسية والفسيولوجية بالإضافة للتحولات الإجتماعية الجديدة التي أصابت المفاهيم السابقة وجعلت الكثير من الشباب يصابون بالتبلد الوجداني في علاقاتهم بالجنس الآخر مما أدي الى تزايد الفتور واتساع الفجوه بين الزوجين الشابين وغالباً ما تنتهي العلاقة الزوجية بالفشل أو بالاضطراب الأسري في حالة استمرار الزواج.

0 التعليقات:

المتابعون